كن نفسك BE Yourself


كن ...نفسك

عندما بدأ تشارلي تشابلن ينتج الأفلام ألح عليه المخرج أن يجد ممثلاً مشهوراً في ذلك الوقت ، لكن لم ينجح تشابلن إلا عندما مثل شخصيته .

فلنبتعد عن تقليد الآخرين وأن نجد أنفسنا ونكون أنفسنا ، عندما التقى والداك وتزوجا ، كانت هناك فرصة واحدة من بين 300,000 بليون أن تكون الشخص نفسه المولود ، وبمعنى آخر أنه كان لديك 300,000 بليون أخ وأخت ربما كانوا مختلفين عنك .

إنك خلق آخر وشيء أخر، إنه نهجك أنت من خلال صفاتك وقدراتك، فإنه منذ خلق آدم عليه السلام إلى أن ينهي الله العالم لم يتفق اثنان في الصورة الخارجية للجسم..... إن جمال صوتك أن يكون منفرداً، وإن حسن إلقائك أن يكون متميزاً .

كان هناك رجل يحب جمع الأشياء العجيبة ، فوجد ذات مرة بيضة نسر فوضعها مع بيض الدجاج، وبعد فترة فقس البيض فنشأ النسر بين الدجاج ، وعاش كأنه أحدهم ، وبعد فترة رأى النسر مخلوقاً يشبهه في السماء ، وكلما اقترب هذا المخلوق منهم فإنهم يسارعون بالاختباء ويقولون له  اختبئ فإن النسر سيلتهمك.

وبعد فترة فكر: ألست نسراً ؟!! والدجاجات يقنعونه أنه دجاجة، وبعد صراع فكري طويل قرر أن يكون نسراً والدجاجات تهبط عزيمته، ولكنه قرر ففرد جناحيه وحلق عالياً في السماء ، عندما أحس بشعور رائع : إنه نسر وليس دجاجة .

نصيحة قدمها الموسيقار ارفنج برلين إلى زميله جورج جيرشوين ، وهى " كم نفسك " ، فعند أول لقاء بينهما كان ارفنج برلين بارعاً ومشهوراً في الموسيقى ، في حين كان جورج جيروشين ملحنا بادئاً وناشئاً في الموسيقى، إذ كان يتقاضى أجراً 35 ريالاً في الأسبوع وشعر الموسيقار برلين بمواهب جيروشين الموسيقية فأراد أن يستخدمه عنده كسكرتير ، على أن يعطيه ثلاثة أضعاف المبلغ الذي كان يأخذه من قبل ، ثم قدم له هذه النصيحة مع العرض الذي قدمه له :
( أنصحك بأن لا تقبل، لأنك لو وافقت فستحاول أن تجعل من نفسك ارفنج برلين آخر له ) ، وقد تقبل جيروشين النصيحة، وأصبح على مر الأيام من أكبر الموسيقيين العالميين .
إنك نفسك في هذه الدنيا ، فاغبط نفسك على هذا وجاهد بالذي وهبك الله إياه من طاقات ، قال ايمرسون : سيعرف الإنسان يوماً أن الحسد جهل ـ وأن التشبه بالغير انتحال للشخصية ذاتها ، وعلى المر أن يتقبل نفسه على علتها ، ويرضى بما كما قسمها الله له ...... إن الأرض الملىء بالخيرات لن تمده ببذرة منها مالم يجاهد ويناضل للحصول على ما يريد ، وإن لديه قوة لم يمنحها الله لغيره وهي فريدة من نوعها .
وجهة نظر: الذكي هو الذي يحول الخسائر إلى أرباح، والجاهل هو الذي يجعل من المصيبة مصيبتين.
*
طرد الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة فأقام دولة في المدينة*
*
وضع أحد العلماء في سجن (قعر بئر) لعدة سنوات فأخرج عشرين مجلداً في الفقه *

انظر دائماً للأمور من الزاوية الإيجابية ، وتمتع بما تعمل ، واستمتع بحياتك ولا تحبط نفسك فيما تفعل ، فالحياة تستحق منك أن تبتسم وأنت تعمل .

من أن أتتنا الفكرة القاتلة : أن الحياة الرغدة المستقرة الهادئة الخالية من الصعاب والعقبات والمصائب تخلق سعداء الرجال ؟ إن الأمر على العكس ، فالذين اعتادوا الرثاء لأنفسهم سيواصلون الرثاء لأنفسهم ولو ناموا على الحرير، والتاريخ يشهد بأن العظمة والسعادة أسلمت قيادتهما لرجال من مختلفي البيئات، بيئات فيها الطيب والخبيث، فيها رجال حملوا المسئولية على أكتافهم ولم يطرحوها وراء ظهرهم .

يقول د/بريل : " إن أي مؤمن حقيقي لن يصاب بمرض نفسي " إذا ناولك أحدهم كوب ليمون ، فأضف إليه حفنة من سكر ، وإذا أهدى لك ثعباناً فخذ جلده الثمين وأترك باقيه ، وإذا لدغتك عقرب ، فأعلم أنه مصل واق ومناعه حصينة ضد سم الحيات .

يقول برتر اندرسل :" لا توجد مشكلة يستعصي علي حلها ، وسوف أتغلب على أي مشكلة بالصبر والحلم والاتزان والتعقل ، لحظات من الخلوة والتأمل تحقق لي الهدوء والتوازن والتركيز ، وتدفع في نفسي قوة هائلة لمواصلة الطريق ....."

فكر واشكر : يحكى أن رجل وصل الى أن يكون ملياردير وفى يوم من الأيام روى قصته كالآتي :

يقول : أصابني ذات يوم هم وقلق وحزن شديد ، وكنت أسير في إحدى شورع مدينتي كالرجل المهزوم ، شارد الذهن فاقد الثقة ، مثقل بالديون مضطرب ، قلق على مستقبلي ، وفجأة التقيت برجل بترت ساقاه كان يجلس على مقعد خشبي ذي عجلات يقودها بيديه التقيت به بعد أن عبر الشارع وحاول أن يرفع عجلاتها فوق الرصيف ، التقت عيناه بعيني ، ألقى علي السلام بابتسامه عريضة وقال لي : صباح مشرق ويوم جميل نشكر الله على النعمة أليس كذلك ؟

وقفت أنظر إليه، عرفت كم أنا غني ، إذ لدي ساقين يمكنني السير بحرية ، شعرت بالخجل لأنني أرثي نفسي ، فسألت : لماذا كان سعيداً .
ومطمئناً للحياة وواثقاً من نفسه ويبتسم للحياة وهو بدون ساقين ؟ فامتلأت نفسي بالشجاعة والثقة وتخلصت من قلقي وتوتري ، وعشت يومي لحظة بلحظة ، ورميت الماضي خلف ظهري ، وأغلقت أبواب المستقبل الذي لم يأت وغيرت حياتي ، وها أنا بعد هذه السنين أتذكر هذا اليوم بعدما حققت كل ما لأحلم به ....

أنت لست العنوان الذي أعطيته لنفسك. أو أعطاه لك الآخرون. أنت لست اكتئاب أو قلق أو إحباط. أو توتر أو فشل. أنت لست سنك أو وزنك أو شكلك. أو حجمك أو لونك. أنت لست الماضي ولا الحاضر ولا المستقبل. أنت أفضل مخلوق خلقه الله عز وجل. فلو كان أي أنسان في الدنيا حقق شيئاً. يمكنك أنت أيضا أن تحققه بل وتتفوق عليه بإذن الله تعالى. وتذكر دائماً أن : الليل هو بداية النهار. والشتاء هو بداية الصيف. والألم هو بداية الراحة. والتحديات هي بداية الخير. والتفاؤل بالخير هو بداية القوة الذاتية..

د. إبراهيم الفقي رحمه الله

جميع الحقوق محفوضة لدى مدونة أيفون ليبيا إتفاقية الإستخدام |Privacy-Policy| سياسة الخصوصية